جولات سابقة
وبين عراقجي، في تصريح نقلته وكالة «تسنيم» الإيرانية أن المفاوضات التي كانت جارية مع الولايات المتحدة، سواء في الجولات الخمس السابقة أو خلال لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة، توقفت بسبب ما وصفه بـ«المطالب الأمريكية المبالغ فيها». وأوضح أن بلاده كانت منفتحة على الحلول الدبلوماسية، لكن التعنت الأمريكي حال دون تحقيق أي تقدم.
وأضاف أن طهران وواشنطن خاضتا خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة حول البرنامج النووي، قبل أن تتوقف بعد اندلاع الحرب الجوية التي استمرت 12 يومًا في يونيو الماضي، والتي استهدفت خلالها إسرائيل والولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية. وأكد أن تلك الأحداث عمّقت أزمة الثقة بين الجانبين وأعاقت أي جهود لاستئناف المحادثات.
عدم الرد
وفي الشهر الماضي، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر إيراني مطلع أن طهران أرسلت عدة رسائل إلى واشنطن عبر وسطاء لاستئناف الحوار، غير أن الجانب الأمريكي لم يرد عليها. وأشار المصدر إلى أن القيادة الإيرانية تعتبر استئناف المفاوضات مشروطًا بوقف ما تصفه بـ«الضغوط القصوى» الأمريكية والعقوبات الاقتصادية التي تُستخدم كأداة تفاوضية.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن المسؤولين الأميركيين تغيبوا عن اجتماع اقترحته طهران خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرة أن هذا الموقف يعكس «انعدام الجدية» لدى واشنطن. وأضافت أن إيران لا تزال تؤمن بالحل الدبلوماسي، لكنها لن تقبل «إملاءات» أو شروطًا تمس سيادتها الوطنية.
وأكد عراقجي أن طهران أجرت اتصالات غير مباشرة مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عبر وسطاء أوروبيين وإقليميين، في محاولة لتهيئة الأجواء لاستئناف المحادثات، لكنه شدد على أن «العودة إلى المفاوضات مرهونة بتغيّر النهج الأمريكي».
غطاء نووي
وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل طهران باستخدام برنامجها النووي كغطاء لتطوير قدرات عسكرية تهدف إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تنفي إيران هذه الاتهامات وتؤكد أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية والطبية فقط.
ويرى مراقبون أن تصريحات عراقجي تأتي في سياق ضغط سياسي متبادل، إذ تسعى واشنطن لانتزاع تنازلات جديدة من طهران حول أنشطتها النووية الإقليمية، فيما تحاول إيران كسب الوقت وتخفيف القيود الاقتصادية عبر إبقاء باب الحوار مفتوحًا دون تقديم التزامات جديدة. ومع استمرار غياب الثقة وتفاقم المواجهة غير المباشرة بين الطرفين، يبدو أن طريق العودة إلى المفاوضات لا يزال مليئًا بالعقبات السياسية والإستراتيجية.