هذه المجموعة الواعدة يرى بوتين أنها تشكِّلُ إحدى أهمِّ دعائمِ العالم متعدِّدِ الأقطاب، على ضوء نموذجِ التعاونِ القائمِ على احترامِ خصوصيةِ الدول الأعضاء.. أما أثناء مشاركته في منتدى “الجبهة الشعبية الروسية” فيدقُّ بوتين جرسَ الإنذار للدولِ الغربية، بأنها ستفشل في أوكرانيا، وأن عليها أن تعودَ إلى العقلانية قبل فواتِ الأوان. خطابانِ إذاً للرئيس الروسي في مناسبتين مختلفتين في المكان والزمان، لكن المضمون واحد، العالم يتغيَّر، والغربُ فقدَ المبادرة وعليه أن يعترفَ بذلك عاجلاً أم آجلاً. وفي هذا السياق لا بدَّ من الإضاءة على بعض ما يعنيه تشكُّلُ العالم متعدِّدِ الأقطاب، وكيف تستفيد الدول النامية من هذا التحول، بعد أن عانت من قروناً من الاستعمار بكافةِ أشكالِه خدمةً لما يسمى المليارَ الذهبي. ومتى تتحوَّلُ بريكس إلى عاملٍ مؤثر في الملفاتِ والأزماتِ الدولية، بشكلٍ يعيدُ تثبيت قواعِدِ النظامِ على أساسٍ عادل؟

