وفي تدخل غير معتاد في مجلس العموم، دعا وزير الصحة البريطاني ويس ستريتين أمس الثلاثاء إلى الاعتراف بدولة فلسطين “بينما لا يزال هناك دولة فلسطينية يمكن الاعتراف بها”، منتقدا الهجوم “غير المقبول” الذي شنته إسرائيل على مقر سكن موظفي منظمة الصحة العالمية ومستودعاتها الرئيسية في دير البلح، مما عرقل عملياتها في غزة.
وستريتين من بين الوزراء الذين ضغطوا من أجل الاعتراف بفلسطين في اجتماعات الحكومة الأخيرة، إلى جانب وزيرة العدل شبانة محمود ووزير شؤون أيرلندا الشمالية هيلاري بن.
وفي جلسة لجنة الاتصالات بمجلس العموم، وصف ستارمر الوضع في غزة بأنه “لا يطاق”، مؤكدا التزام بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطينية “في التوقيت الأنسب لتعزيز احتمالات السلام” في المنطقة.
ووفقا لمصادر، حث عدد من الوزراء الكبار ستارمر خلال اجتماعات حكومية عقدت على مدى الأشهر الماضية على أن تتخذ بريطانيا دورا رياديا في الاعتراف بفلسطين.
وتخطط المملكة المتحدة للاعتراف رسميا بفلسطين كجزء من عملية سلام، ولكن فقط بالتنسيق مع دول غربية أخرى و”في لحظة التأثير الأقصى”، دون تحديد ما تعنيه بالضبط.
لكن في الأسابيع الأخيرة، ساد شعور متزايد باليأس والرعب داخل الحكومة البريطانية إزاء استمرار إسرائيل في قتل المدنيين الجوعى في غزة واستهدافها المنظمات الإنسانية. وقال أحد الوزراء: “نقول إن الاعتراف بدولة فلسطين خطوة رمزية بالغة الأهمية لا يمكن تكرارها. ولكن إذا لم يكن الآن، فمتى؟”
وفي وقت سابق من هذا الشهر، طالب نحو 60 نائبا من حزب العمال بالاعتراف الفوري بفلسطين، بعد أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي خططا لترحيل سكان غزة قسرًا إلى معسكر في أنقاض رفح.
من جانبه أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن شعوره “بالرعب والاشمئزاز” من مشاهد إطلاق النار على فلسطينيين جوعى أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، مؤكدا أن بلاده ستلعب دورها في تحقيق حل الدولتين، بما في ذلك التعاون مع فرنسا.
وقال لامي في مقابلة مع “بي بي سي”: “قلنا إننا نريد أن يكون الاعتراف جزءا من عملية، لكن لم تكن هناك أي عملية. كل ما حصلنا عليه هو الفوضى والصراع. لم تكن هناك عملية نربط بها الاعتراف”.
وأضاف: “لماذا نقول ذلك؟ لأننا لا نريد اعترافا رمزيا فحسب، بل نريد اعترافا يؤدي إلى حل الدولتين، الذي يحاول كثيرون عرقلته حاليا. لكن النقاش جار، وسأكرر إيماني بحل الدولتين، حيث يحصل الفلسطينيون على كرامتهم وحريتهم، وتضمن إسرائيل أمن شعبها. سنفعل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك”.
يذكر أن إسرائيل تواصل حربها على “حماس” في غزة منذ الهجوم الذي شنته الحركة في أكتوبر 2023. وفي الوقت الحالي، تجري مناقشة اقتراح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما بدعم أمريكي في محادثات الدوحة.
المصدر: الغارديان