بين الحوار والاستفزازات
وذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إيران تعاملت مع ما وصفه بالاستفزازات والابتزاز الغربي بأقصى درجات ضبط النفس، مشيرا إلى أن طهران اختارت الانفتاح على الحوار سعيا للتوصل إلى تسوية سياسية للخلافات القائمة.
وأوضح لافروف، في مقابلة مع وكالة تاس حول حصيلة عام 2025، أن الموقف الإيراني يعكس رغبة في الحلول السياسية، رغم الضغوط المتصاعدة والعقوبات وإجراءات التصعيد التي فرضها الغرب.
العقوبات الأممية
وشهد الملف النووي الإيراني خمس جولات تفاوضية بين طهران وواشنطن بوساطة سلطنة عمان، انتهت جميعها دون نتائج ملموسة. وقبيل الجولة السادسة، شنت إسرائيل عمليات عسكرية استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، تلتها ضربات أمريكية على منشآت نووية إيرانية.
وعلى إثر ذلك، أوقفت طهران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما فعّلت الترويكا الأوروبية آلية الزناد، ما أدى إلى إعادة فرض العقوبات الأممية عبر مجلس الأمن، في خطوة وصفتها موسكو وبكين بأنها غير منصفة.
موسكو تنتقد أوروبا
ووسّع لافروف دائرة الانتقاد لتشمل القادة الأوروبيين، معتبرا أن أوروبا والاتحاد الأوروبي باتا العقبة الرئيسية أمام السلام، سواء فيما يتعلق بالملف الإيراني أو بالحرب في أوكرانيا، خصوصا بعد التغيير في الإدارة الأمريكية. حرب شاملة
وفي المقابل، صعّد الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان من لهجته، معلنا أن بلاده تخوض حربا شاملة مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا. وقال إن هذه المواجهة أكثر تعقيدا وصعوبة من الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، مشيرا إلى أن الغرب لا يريد لإيران الاستقرار. وجاءت تصريحاته قبيل اجتماع مرتقب بين بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حيث يُتوقع أن تكون إيران محورا رئيسيا في المباحثات.
الحصيلة الأخيرة
وأسفرت الضربات الإسرائيلية والأمريكية التي نُفذت خلال حرب جوية استمرت 12 يوما في يونيو عن مقتل نحو 1100 إيراني، بينهم قادة عسكريون كبار وعلماء نوويون. وردت إيران بإطلاق صواريخ أدت إلى مقتل 28 شخصا داخل إسرائيل، ما عمّق دائرة التصعيد ورفع منسوب المخاوف الإقليمية.
مشهد مفتوح
وتعكس المواقف الروسية والإيرانية اتساع الفجوة بين مسار الدبلوماسية ومنطق القوة، في وقت تتزايد فيه مؤشرات انزلاق الأزمة إلى مواجهة طويلة الأمد، تتداخل فيها الحسابات النووية والعسكرية والسياسية على المستويين الإقليمي والدولي.

