تجاوز الدين الحكومي في الولايات المتحدة هذا الأسبوع 38 تريليون دولار لأول مرة على الإطلاق، وهو ما يعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي لخمس دول كبرى مجتمعة: الصين، ألمانيا، اليابان، الهند، والمملكة المتحدة، لتعود للأذهان تصريحات مستشار الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، التي حذر خلالها من مخطط أمريكي قد يغير النظام العالمي.
38 تريليون دولار
– يبلغ نصيب المواطن الأمريكي من الدين الحكومي حاليًا 111 ألف دولار، ويستمر الدين في الارتفاع بوتيرة متسارعة، حيث ينمو بمعدل 4.8 ملايين دولار في الدقيقة، ويكفي المستوى الحالي من إجمالي الدين لتغطية نفقات التعليم الجامعي لكل خريج في البلاد لمدة 113 عامًا.
أمريكا أولًا
– اتهم المستشار الروسي “أنطون كوبياكوف”، في كلمته خلال منتدى الشرق الاقتصادي في “فلاديفوستوك”، الولايات المتحدة بالتخطيط لاستخدام العملات المستقرة المرتبطة بالدولار،والذهب، كوسيلة لخفض قيمة ديونها وإعادة هيكلة النظام المالي العالمي.
سوابق تاريخية
– استند “كوبياكوف” في طرحه إلى سوابق تاريخية أقدمت فيها واشنطن على خطوات جذرية لمعالجة أزماتها المالية، وأشار تحديداً إلى حقبتي الثلاثينيات والسبعينيات، حين خفّض الرئيس “فرانكلين روزفلت” قيمة الدولار مقابل الذهب بين عامي 1933 و1934، ثم أنهى الرئيس “ريتشارد نيكسون” ارتباط الدولار بالذهب عام 1971.
مخطط رقمي
– يرى المستشار الروسي أن ضخامة الدين الفيدرالي الأمريكي تصنع حافزًا غير مسبوق لابتكار مخطط مالي رقمي يتجاوز أدوات الديون التقليدية، مع تصاعد الاهتمام التشريعي والتنفيذي في أمريكا بتنظيم العملات المستقرة والأصول الرقمية.
قانون جينيوس
– وقّع الرئيس “دونالد ترامب” على “قانون جينيوس” (GENIUS Act)، أول إطار فيدرالي شامل لتنظيم العملات المستقرة، يلزم الجهات المصدرة بتغطية كاملة من النقد وسندات الخزانة، ما يربط نموها بالديون الأمريكية ويتيح تحويل جزء من الدين الوطني لأصول رقمية.

بين السطور
– ألمح “ترامب” في مقابلة سابقة مع شبكة “فوكس نيوز”، إلى إمكانية استخدام البيتكوين لتسوية الدين الوطني، حيث قال أثناء ترشحه للرئاسة في أغسطس 2024: “ربما نسدد ديننا البالغ 35 تريليون دولار، حيث نعطيهم شيكاً صغيراً بالعملات المشفرة… نعطيهم قليلاً من البيتكوين ونمحو الـ 35 تريليون دولار.”

التطبيق العملي
– تتوافق مزاعم “كوبياكوف” مع دعوة “مايكل سايلور”، المؤسس المشارك لشركة “استراتيجي”، للحكومة الأمريكية إلى التخلي عن الذهب كأصل احتياطي وشراء البيتكوين بدلًا منه، معتبرًا أن هذه الخطوة ستعزز موقع الولايات المتحدة المالي عالميًا.
بديل استراتيجي
– يعتقد “سايلور” أن استبدال الذهب بالبيتكوين سيسمح للولايات المتحدة بالحصول على ما يقرب من 5 ملايين عملة بيتكوين بنفس تكلفة احتياطيها من الذهب، وهو ما يتوقع أن يعزز القيمة السوقية للبيتكوين إلى 280 تريليون دولار، متجاوزة بكثير نظيرتها للمعدن الأصفر التي قال إنها تقدر بـ 45 تريليون دولار.
التطبيق العملي
– تمتلك “استراتيجي” حاليًا 640.4 ألف عملة بيتكوين بقيمة 47 مليار دولار، وهو ارتفاع كبير مقارنة بحيازتها في سبتمبر 2020، والبالغة 38.25 ألف بيتكوين، بقيمة 425 مليون دولار.
تساؤلات مشروعة
– أظهر تجميد نحو 300 مليار دولار من الاحتياطيات الروسية في فبراير 2022 بعد الأزمة الأوكرانية، ضعف الأصول الدولارية أمام العقوبات الجيوسياسية، وهو ما دفع تحالف البريكس لبحث التخلي عن الدولار في مقابل التعامل بالعملات المحلية بين الدول الأعضاء، وعزز من حيازة الصين للذهب، فهل هناك ما يحاك في الخفاء عن الأسواق العالمية؟
المصادر: أرقام – وزارة الخزانة الأمريكية – مؤسسة “بيترسون” – كوين سنترال – ميتريد – كريبتوسليت – بيتكوين نيوز – كريبتو نيوز – ديلي هودل – استراتيجي – ديسكفري ألرت

