حوالي 80% من كافة الألعاب المبيعة في الولايات المتحدة تُصنع في الصين، وبالتالي فإن السياسة الجمركية تعني أن العائلات ستضطر لشراء ألعاب أغلى سعرًا، لكن “ترامب” يرى أن الحل في تقليل عدد الدمى التي يقتنيها الأطفال.
الصدارة
تحتل الصين الصدارة في صناعة الألعاب حيث رسخت مكانتها مدفوعة بسياسات تجارية مواتية وبدعم من انخفاض تكاليف الإنتاج، والقوى العاملة، ما مكنها من إنتاج الألعاب بكميات كبيرة وأسعار متنوعة تلبي كافة الاحتياجات في الأسواق العالمية.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
قيمة واردات الألعاب
في 2024، بلغت قيمة الألعاب التي استوردتها أمريكا حوالي 17.7 مليار دولار، جاءت 75% منها أو ما يعادل 13.4 مليار دولار من الصين، حسب بيانات وزارة التجارة الأمريكية.
نهج غير مستدام
كانت الألعاب المصنوعة في الصين معفاة من التعريفات منذ ولاية “ترامب” الأولى، لكن لم تستمر الأمور على هذا النحو في الولاية الثانية، بل رفع الرسوم على السلع الصينية مرة تلو الأخرى حتى بلغت نسبتها 145%، وهو ما يعني أن الألعاب الرخيصة نسبيًا ستصبح من الرفاهيات بالنسبة لعديد من الأسر الأمريكية.
حل سحري
لكن قلل “ترامب” من شأن تحذيرات الخبراء من نقص السلع لدى الشركات والمستهلكين بسبب التعريفات قائلاً: حسنًا ربما يحصل الأطفال على دميتين بدلاً من 30 دمية، وربما تكون تكلفة الدميتين أكثر من المعتادة ببضعة دولارات، مضيفًا أن الصين تجني أرباحًا من بيع الأمريكيين سلعًا لا يحتاجونها.
انتقادات وتأييد
انتقد الديمقراطيون تلك التصريحات منهم السيناتور “روبن غاليغو” الذي أشار إلى أنها دليل على عدم إدراك الرئيس للعواقب الحقيقية لرسومه الجمركية الشاملة، وأن الدميتين ليست المشكلة، بل انخفاض عدد المتسوقين يعني تراجع الوظائف وضرائب المبيعات وغيرها.
موسم الأعياد في خطر
الأمر ليس بسيطًا، إذ بدأ بالفعل العديد من مصنعي الألعاب وتجار التجزئة في بلاده بتعليق طلباتهم مؤقتًاـ، وهو ما يهدد بتعطيل سلاسل التوريد، وقد يؤثر سلبًا على موسم الأعياد في البلاد هذا العام، لأن تصنيع الألعاب وتعبئتها وشحنها للولايات المتحدة يستغرق عادة من أربعة إلى خمسة أشهر.
دلائل فعلية
في استطلاع أجرته “توي أسوسيشن” على 410 مصنعين للألعاب في أمريكا تقل مبيعاتهم السنوية عن 100 مليون دولار، قال أكثر من 60% منهم أنهم ألغوا طلباتهم من الصين، وذكر ما يقرب من نصف العدد أنهم سيغلقون أبوابهم في غضون أسابيع أو أشهر إذا استمرت التعريفات.
تعليقات وتحذيرات من تداعيات الرسوم الجمركية على صناعة الألعاب في أمريكا
|
||
المسؤول
|
|
التوضيح
|
“ليانغ مي” رئيس جمعية ألعاب الأطفال الصينية “سي تي جيه بي إيه”
|
|
ذكر أنه بعد فرض التعريفات، يعيد تجار التجزئة التفاوض بشأن الطلبات مع الموردين، وسيتحمل التجار والعائلات الأمريكية العبء الأكبر من التعريفات التي فرضتها واشنطن.
|
“جريج أهيرن” المدير التنفيذي لجمعية الألعاب الأمريكية
|
|
قال إن الجميع في حالة ترقب، وأن الأمر سيكون له تداعيات سلبية هائلة على المستهلك والصناعة.
|
“إسحاق لاريان” المدير التنفيذي لصانعة الدمى الأمريكية “إم جي إيه إنترتينمنت”
|
|
صرح قائلاً: ليس أمامنا خيار سوى زيادة أسعارنا بنسب عالية، كما أشار لصعوبة الحصول على المواد اللازمة لصنع شعر الدمى محليًا.
وقدم مثالًا للعبة كانت تُباع بعشرة دولارات، سيصبح سعرها 20 دولارًا، وهو ما يعني أن عددًا أقل بكثير من الناس يستطيعون تحمل تكلفتها، ما يسفر عن تسريحات في العمالة وإفلاس شركات ألعاب صغيرة في أمريكا.
|
الأمريكية “ماتيل” صانعة دمى “باربي”
|
|
تصنع “ماتيل” حوالي 40% من ألعابها في الصين، لذا أعلنت عزمها رفع الأسعار في أمريكا، ملقية باللوم على تطورات التعريفات وصعوبة التنبؤ بإنفاق المستهلكين.
ودعم مديرها التنفيذي الدعوة لإلغاء الرسوم الجمركية على الألعاب نظرًا لأهميتها في نمو الأطفال وتطويرهم.
|
“جاي فورمان” المدير التنفيذي لشركة “بيسك فن” في فلوريدا
|
|
يرى أن احتمالات عودة صناعة الألعاب التي غادرت الولايات المتحدة قبل أربعة عقود ضئيلة، متسائلاً: إذا لم تستطع “آبل” تصنيع الآيفون بسعر 1000 دولار في أمريكا، فكيف أصنع شاحنة لعبة – “تونكا” – بسعر 20 دولارًا هنا؟
|
نقل الإنتاج هو الحل؟
نقل إنتاج الألعاب خارج الصين على المدى القصير أمر غير واقعي كما أوضح “ليانغ”، خاصة وأن مراكز التصنيع المحتملة الأخرى تشعر أيضًا بتأثير التعريفات، إلى جانب تحذير خبراء من أن التغيير العالمي المفاجئ في سلاسل توريد الألعاب قد يسفر عن مخاطر تتعلق بسلامة المنتج، ما يعرض صحة الأطفال للخطر.
التصنيع المحلي
أوضح “لاريان” أن تصنيع الدمى على سبيل المثال عمل شاق يتطلب جهدًا بشريًا مكثفًا، وأنه حتى لو استطاع التلويح بعصا سحرية وبناء مصنع جديد في أمريكا فستضطر الربوتات للقيام بـ 90% من العمل، وتساءل: كيف سيفيد ذلك الولايات المتحدة؟
الخلاصة
قد تسفر الحرب التجارية بين واشنطن وبكين حال استمرارها عن عواقب – غير متعمدة – حتى على الأطفال في أمريكا نظرًا لتعقيد صناعة الألعاب وخضوعها لمعايير سلامة صارمة، فضلاً عن زيادة التكاليف على الأسر، دون تعزيز سحري سريع للإنتاج المحلي.
المصادر: أرقام – لوس أنجلوس تايمز – نيويورك تايمز – ستاستيا – ساوث تشاينا مورنينج بوست – سي إن إن – بلومبرج – بي بي سي – واشنطن بوست