الهند وباكستان: دونالد ترامب يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار كامل وفوري بين البلدين

ورغم أن الهند تتهم باكستان بانتهاك وقف إطلاق النار، إلّا أن شريف عاد ليشيد بالاتفاق بقوله، “لصالح الجميع، توصلنا إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وكان موقفنا إيجابياً للغاية”.

وشكر كل من الرئيس ترامب والسعودية وتركيا وقطر وبريطانيا والصين.

في ختام خطابه، قال شريف إنه واثق تماماً من أن قضايا تقاسم المياه وكشمير وجميع القضايا الخلافية الأخرى ستُحل.

وقبل أن يتحدث شريف، دعا وزير الخارجية الهندي باكستان إلى “معالجة الانتهاكات”، زاعماً أن هناك “انتهاكات متكررة للتفاهم” الذي توصلت إليه الدولتان في وقت سابق.

وسُمعت أصوات انفجارات في مدينة سريناغار في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير، عقب ساعات من الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان. كما أكدت فرق بي بي سي في المدينة سماع مثل هذه الأصوات.

وصرّح وزير الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، بأن القوات المسلحة الهندية “ترد على انتهاكات باكستان لوقف إطلاق النار”، مضيفاً أن القوات المسلحة تلقّت تعليمات “بالتعامل بحزم” مع هذه الانتهاكات.

وتساءل رئيس السلطة التنفيذية في إقليم كشمير عمر عبدالله عبر منصة “إكس”، “ماذا يحصل مع وقف إطلاق النار؟ نسمع دوي انفجارات في كل مكان في سريناغار”، كبرى مدن الشطر الهندي من كشمير، حيث انقطعت التغذية بالتيار الكهربائي.

بدوره قال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية إن: “باكستان ملتزمة بالتنفيذ الدقيق لوقف إطلاق النار”.

وأضاف “على الرغم من الانتهاكات التي ترتكبها الهند في بعض المناطق، فإن قواتنا تتعامل مع الوضع بمسؤولية وضبط نفس”.

وكانت الدولتان اتفقتا السبت على “وقف كامل وفوري لإطلاق النار”، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وفي منشور على منصة “تروث سوشيال” للتواصل الاجتماعي، قال الرئيس الأمريكي: “بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري”.

وأضاف “تهانينا لكلا البلدين على استخدام المنطق السليم والذكاء العالي. شكراً لاهتمامكم بهذا الأمر!”

في حين أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن الهند وباكستان “اتفقتا على بدء محادثات حول مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد”.

وأضاف في منشور على موقع “إكس”، “نشيد برئيسي الوزراء مودي وشريف على حكمتهما وحنكتهما السياسية في اختيار طريق السلام”.

وبيّن أنه وجي دي فانس، نائب ترامب، أمضيا الساعات الثماني والأربعين الماضية مع كبار المسؤولين الهنود والباكستانيين، بمن فيهم رئيسا الوزراء الهندي ناريندرا مودي والباكستاني شهباز شريف.

وأكدت باكستان التوصل إلى الاتفاق وقال نائب رئيس الوزراء الباكستاني إسحاق دار، إن باكستان والهند اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار.

وأضاف: “لطالما سعت باكستان إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة، دون المساس بسيادتها وسلامة أراضيها”.

من جانبه، قال وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري إن الهند وباكستان “ستوقفان إطلاق النار والعمل العسكري على الأرض والجو والبحر” اعتبارا من الساعة 17:00 بتوقيت الهند (12:30 بتوقيت جرينتش)، على أن يتحدّث الجانبان مجدداً يوم الاثنين 12 مايو/أيار.

وأضاف: “لقد حافظت الهند على موقف حازم ضد الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وستواصل ذلك”.

أعلنت هيئة مطارات باكستان إعادة فتح المجال الجوي الباكستاني بالكامل لجميع أنواع الرحلات الجوية.

وأفاد بيان الهيئة أن جميع مطارات البلاد جاهزة للعمليات الجوية الاعتيادية.

وقبل أيام، أغلقت باكستان عددا من مطاراتها ثمّ أعادت فتحها، كما أغلقت مجالها الجوي، على خلفية الهجمات والهجمات المضادة مع جارتها الهند، في خضمّ أسوأ مواجهة عسكرية بينهما منذ عقود.

وأفادت أربعة مصادر حكومية لوكالة رويترز، بأن اتفاقية رئيسية لتقاسم المياه بين الهند وباكستان لا تزال معلّقة، رغم توصل البلدين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يوم السبت.

وتسمى المعاهدة التي توسط فيها البنك الدولي عام 1960 بمعاهدة مياه نهر السند، حيث تنظم تقسيم مياه نهر السند وروافده بين دول جنوب آسيا.

وانسحبت الهند من الاتّفاق الشهر الماضي بعد هجوم مميت استهدف سياحاً هندوساً في كشمير قالت إنه مدعوم من إسلام آباد.

ونفت باكستان تورطها في أعمال العنف، وقالت إنها تُعدّ لإجراء قانوني دولي بشأن تعليق المعاهدة التي تضمن المياه لـ 80 في المئة من مزارعها.

وقال مصدر من وزارة المياه الباكستانية، “لم تكن معاهدة مياه نهر السند جزءاً من مناقشات (وقف إطلاق النار)”.

كما صرّح مصدر حكومي هندي لرويترز، بأنه “لا تغيير في الموقف” من المعاهدة.

وكانت هذه الاتفاقية واحدة من العديد من الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها دول جنوب آسيا بعد هجوم كشمير، بما في ذلك إغلاق الحدود البرية، وتعليق التجارة، ووقف إصدار جميع فئات التأشيرات تقريباً لمواطني كل منهما.

وصرح مصدران من الحكومة الهندية لرويترز، بأن جميع الإجراءات المتخذة ضد باكستان، بما في ذلك المتعلقة بالتجارة والتأشيرات، ستظل سارية رغم توقف العنف بين البلدين.

ورحّب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بوقف إطلاق النار الذي أعلنته الهند وباكستان، واصفاً إياه بـ”الخطوة الإيجابية” التي من شأنها أن تُفضي إلى السلام، وفقاً لما ذكره المتحدث باسمه.

وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان، “يأمل غوتيريش أن يُسهم الاتفاق في تحقيق سلام دائم، وأن يُهيئ بيئةً مُواتيةً لمعالجة القضايا الأوسع نطاقاً والمُستمرة بين البلدين”.

بدوره، أكد إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أهمية اتفاق وقف إطلاق النار لتخفيف التوترات والحفاظ على السلام في المنطقة.

وأشاد بقائي بزعيمي البلدين لموافقتهما على وقف الاشتباكات، واصفاً إياها بـ”الخطوة المسؤولة والحكيمة”. كما أعرب عن أمله في عودة الحياة إلى طبيعتها قريباً في الهند وباكستان.

من ناحيتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية على منصة “إكس” عن “ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار بين جمهورية باكستان الإسلامية وجمهورية الهند، معبرةً عن تفاؤلها في أن يفضي هذا الاتفاق إلى استعادة الأمن والسلم في المنطقة”.

وأشادت المملكة “بتغليب الطرفين للحكمة وضبط النفس، مجددةً في هذا الصدد دعمها لحل الخلافات بالحوار والسبل السلمية، انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار، وبما يحقق السلام والازدهار للبلدين ولشعبيهما”.