– تشهد صناعة السيارات العالمية واحدة من أكثر مراحلها تحولًا في تاريخها، إذ تقف على أعتاب حقبة جديدة يتصدرها الذكاء الاصطناعي، والمركبات الكهربائية، والابتكار البرمجي.
– وبينما تُعيد التغيرات المناخية، والضغوط التنظيمية، وتفضيلات المستهلكين صياغة المشهد، تبرز 8 اتجاهات رئيسية من شأنها أن تعيد تعريف مستقبل التنقل.
– إليكم نظرة فاحصة على أبرز اتجاهات صناعة السيارات التي من المتوقع أن تهيمن على المشهد في السنوات القادمة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
8 اتجاهات تعيد تشكيل صناعة السيارات
|
||
1- صعود المركبات الكهربائية
|
|
– في وقت لم تعد فيه المركبات الكهربائية مجرد رؤية مستقبلية، بل واقعًا يتسارع نموه، تتجه الأسواق العالمية نحو مرحلة يصبح فيها هذا النوع من السيارات الخيارَ الأول للمستهلكين.
– فوفقًا لاستطلاع أجرته ديلويت، يعتزم ما يقارب نصف المستهلكين في كبرى الأسواق الأوروبية، وثلثهم في الولايات المتحدة، اقتناء مركبة كهربائية في القريب العاجل.
– ويُعزى هذا التحول القوي إلى 3 عوامل رئيسة: الانخفاض الملحوظ في الأسعار، والتطور اللافت في تكنولوجيا البطاريات، والتوسع المطّرد في البنية التحتية للشحن.
– كما تضطلع السياسات الحكومية بدور محوري في تسريع هذا الانتقال نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات.
|
2- تزايد المركبات المُعرّفة بالبرمجيات: عندما تصبح السيارة منصة ذكية
|
|
– تشهد صناعة السيارات تحولًا جذريًا نحو “رقمنة” المركبات، حيث تتحول السيارة من مجرد آلة ميكانيكية إلى منصة ذكية قابلة للبرمجة والتحديث المستمر.
– ومع انتقال زمام التحكم من المكونات الصلبة إلى البرمجيات، بات بالإمكان تفعيل مزايا جديدة، أو إصلاح الأعطال، أو تحسين الأداء عبر تحديثات عن بُعد.
– وفي هذا السياق، تستثمر شركات رائدة مثل مرسيدس-بنز وغيرها بكثافة في هذا التحول، الذي يسهم بدوره في تبسيط البنية الإلكترونية للمركبات من خلال الحوسبة المركزية، ويعزز الأداء والكفاءة على المدى الطويل.
|
3- القيادة الذاتية تخطو قفزة نوعية
|
|
– بينما لا تزال المركبات ذاتية القيادة بالكامل قيد التطوير، فإن عام 2025 سيشهد انتشارًا أوسع نطاقًا للقيادة شبه الذاتية، لا سيما على الطرق السريعة وفي المناطق الحضرية المنظمة.
– كما تتوسع خدمات نقل الركاب باستخدام المركبات ذاتية القيادة في مدن مختارة، مما يقدم لمحة عن مستقبل قد يشهد تراجعًا في ملكية السيارات الشخصية لصالح حلول التنقل المشتركة التي لا تعتمد على سائق.
|
4- السيارات المتصلة وإنترنت المركبات
|
|
– تغدو السيارات بوتيرة متسارعة جزءًا لا يتجزأ من منظومة رقمية أوسع، تتكامل مع المدن الذكية، وتستفيد من شبكات الجيل الخامس في نقل البيانات بشكل فوري.
– وينتج عن ذلك تحسين في الملاحة، والتنبؤ بالازدحام المروري، والتواصل الفعّال مع إشارات المرور والمركبات الأخرى.
– ولا شكّ أن هذا الاتصال المتكامل سيحوّل السيارة إلى مركز معلومات متنقل، قادر على التفاعل الذكي مع البيئة المحيطة، وتقديم تجربة قيادة أكثر أمانًا وراحة.
|
5- ممارسات تصنيع أكثر استدامة
|
|
– لم يعد التحول إلى السيارات الكهربائية وحده كافيًا لتحقيق الاستدامة البيئية؛ إذ تتبنى شركات صناعة السيارات الآن ممارسات تصنيع صديقة للبيئة، تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، والمواد القابلة لإعادة التدوير، وسلاسل توريد محايدة للكربون.
– وفي غضون عام، يُتوقع أن تترسخ مبادئ “الاقتصاد الدائري” في صميم العمليات التشغيلية لكبرى المصانع، استجابةً لمطالب المستهلكين المتزايدة بحلول بيئية أكثر شفافية وموثوقية.
|
6- دور الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
|
|
– لم يعد الذكاء الاصطناعي مقصورًا على أنظمة القيادة أو المساعدة، بل بات أداة استراتيجية فاعلة في تقليص المدة الزمنية اللازمة لتطوير النماذج الجديدة، وتبسيط دورات الإنتاج، والتعامل بكفاءة مع تعقيدات التصنيع.
– وتساعد الأنظمة الذكية المصانع على اتخاذ قرارات مستنيرة وسريعة، وتحليل سلوك السوق بدقة، وتخصيص الموارد بأقصى قدر من الكفاءة؛ وهو ما يترجم في نهاية المطاف إلى “تسريع وتيرة الوصول إلى السوق”، الذي يمثل العملة الأغلى قيمة في السوق التنافسي.
|
7- تطور معايير وأنظمة السلامة
|
|
– في ظل التغير المستمر في معايير الانبعاثات، والسلامة، وخصوصية البيانات، تواجه الشركات تحديًا متزايدًا في الامتثال التنظيمي.
– تتحول الأنظمة التقليدية إلى عبء ثقيل يعيق عملية تتبع وتحديث الامتثال، مما يدفع الشركات نحو تبنِّي حلول رقمية تمكِّنها من إدارة هذه المتطلبات المعقدة بكفاءة أعلى.
|
8- احتدام المنافسة العالمية
|
|
– يفرض احتدام المنافسة مع كبرى شركات صناعة السيارات العالمية معيارًا جديدًا لسرعة طرح المنتجات في الأسواق، مما يضع ضغوطًا متزايدة على مصنعي السيارات التقليديين لتسريع وتيرة التطوير والوصول إلى المستهلكين في أقصر وقت ممكن.
– وتدفع هذه التحديات إلى ضرورة تبني حلول مبتكرة تساعد مصنِّعي السيارات على إدارة دورات التطوير المعقدة، وضمان الامتثال للمعايير، وتعزيز التعاون الفعّال بين مختلف الأقسام الوظيفية.
– فمن يتخلف عن الركب… سيُقصى من المنافسة. هذه هي القاعدة الجديدة التي تحكم اللعبة.
|
مستقبل صناعة السيارات: إلى أين؟
– مع تضافر جهود التحول الكهربائي، وتكنولوجيا البرمجيات المتقدمة، وتقنيات القيادة الذاتية، يتبلور مستقبل يشهد تنقلًا أكثر ذكاءً واستدامة وتكيفًا مع سلوك المستهلك المتغير.
– وسيلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تعزيز السلامة وتقليل الانبعاثات، فيما يُتوقع ظهور معايير تنظيمية جديدة تفرض على المصنِّعين إعادة ابتكار أنفسهم باستمرار.
– ولكن وسط هذا الزخم التكنولوجي الهائل، تبرز حقيقة لا تقبل الجدال: المستقبل لا ينتظر المترددين؛ فإما أن تنطلق بقوة نحو التغيير، أو تتراجع إلى هامش التاريخ.
المصدر: مؤسسة بارامترك تكنولوجي
(perform (d, s, id) {
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];
if (d.getElementById(id)) return;
js = d.createElement(s); js.id = id; js.async = true;
js.src = “//join.fb.internet/en-US/sdk.js#xfbml=1#xfbml=1&appId=1581064458982007&model=v2.3”;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(doc, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));