كل عام، تتسبب حوادث المرور على مستوى العالم في وفاة 1.2 مليون شخص تقريبًا، ولتجنب الخطأ البشري المتسبب في تلك الحوادث ظهرت القيادة الذاتية التي تعوض ما تفتقر إليه قيادة البشر، وتنقذ الأرواح نظرًا لقدرتها على اتخاذ القرارات السريعة أثناء القيادة بسهولة دون الحاجة للنوم كما أنها ليست عرضة لخطر تشتت الانتباه من الجوالات مثلاً.
الخيال أصبح واقع
تدريجيًا، أصبحت السيارت ذاتية القيادة تتحول من كونها خيالاً علميًا وأحلامًا إلى واقع ملموس، وتتوسع شركات منها “وايمو” – التابعة لـ “ألفابت”- في المزيد من المدن والدول، وتشغل بالفعل رحلات – بلا وجود بشر على عجلة القيادة – لعامة الناس في فينيكس وسان فرانسيسكو وأوستن على متن سيارة “جاكوار آي-باس” الكهربائية.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
توسع مستمر
كما وسعت “وايمو” شراكتها مع “أوبر”، وتخطط لبدء تقديم رحلات في واشنطن وميامي بداية من العام المقبل، وأعلنت في أبريل أنها ستنطلق في شوارع طوكيو، وتوصلت لاتفاق مبدئي مع اليابانية “تويوتا” لاستكشاف تعاون يهدف لتطوير تقنية القيادة الذاتية والتي قد تدمج في السيارات الشخصية أيضًا.
ليست وايمو فقط
لدى “أبولو جو” الوحدة التابعة لشركة التكنولوجيا الصينية “بايدو” أكثر من 400 سيارة أجرة آلية على الطرق في ووهان، كما تطلق شركات أخرى تجارب عامة في مدن مختلفة في الصين وأمريكا وأسلو وغيرها، ورغم تمتع “وايمو” بميزة في ذلك المجال مع عدم إطلاق “تسلا” سيارتها بعد، لكن رغم ذلك لا يزال من السابق لأوانه استبعادها من المنافسة.
إنقاذ الأرواح
حللت “وايمو” أداء السلامة لمركباتها ذاتية القيادة على مدى 56.7 مليون ميل مقطوعة في أوستن ولوس أنجلوس وفينيكس وسان فرانسيسكو دون وجود سائق بشري لقيادة السيارة في حالات الطوارىء ثم قارنوا هذه البيانات بسلامة قيادة البشر لنفس عدد الأميال على نفس الطرق وكانت النتائج مذهلة.
مقارنة بين قيادة البشر والقيادة الذاتية
| ||
النقطة
|
|
التوضيح
|
حوادث نتج عنها الاشتباه باصابات خطيرة
|
|
كانت أقل بنسبة 85% في السيارات ذاتية القيادة.
|
الحوادث عند التقاطعات
|
|
انخفضت بحوالي 96% في حوادث الإصابات عند التقاطعات، وهو ما يعود لقدرة “وايمو” على رصد السيارات الأخرى التي تتجاوز الإشارات الحمراء بقدرة أسرع من البشر.
|
حوادث الإصابات للمشاه
|
|
تراجعت تلك الحوادث أثناء القيادة الذاتية بنسبة 92% مقارنة بقيادة البشر.
|
المسافة ليست كافية
|
|
لكن تركيز الدراسة – التي خضعت لمراجعة خبراء من خارج “وايمو” -على المسافة البالغة 56.7 مليون ميل (91.24 مليون كيلو متر لا يقدم دليلاً كافيًا للتأكد من أن مثل هذه الحوادث ستحدث بوتيرة أقل كثيرًا عند التخلي عن البشر في القيادة، وبالتالي هناك حاجة للمزيد من البيانات.
كما أن سيارات “وايمو” على سبيل المثال تجوب شوارع خالية من الجليد، وتواجه المركبات ذاتية القيادة مشكلة في السير على الطرق الثلجية لأن أنظمة الكبح التلقائية في حالات الطوارىء تستغرق وقتًا أطول للتوقف أثناء القيادة على تلك الطرق.
|
سيارات الأجرة الآلية
لا تحتاج سيارات الأجرة الآلية لفترات راحة مثل البشر – باستثناء الحاجة لإعادة الشحن – لذا يمكنها العمل على مدار الساعة تقريبًا، ولا تتجاوز السرعة المقررة، وتتمتع برؤية شاملة لمحيط السيارة، لكن رغم محاولة إثبات الشركات التقنية أن تقنياتها تنقذ الأرواح لا تزال هناك أمثلة شائعة تظهر بين الحين والآخر على أن تلك المركبات ترتكب أخطاء غريبة لا يرتكبها معظم البشر.
أخطاء غريبة
منها ما حدث في أكتوبر 2023، عندما تعرضت “كروز” لحادث بارز إذ دهست إحدى سياراتها امرأة ثم جرتها لمسافة 20 قدمًا (6 أمتار) مما أدى لإصابتها بجروح خطيرة، ووجدت مراجعة لاحقة أن السائق البشري اليقظ والمنتبه سيكون على دراية بوقوع الحادث ولن يواصل القيادة في تلك الحالة.
تراجع الثقة
ربما لهذه الحوادث التي حتى لو كانت نادرة إلا أنها تبقى عالقة في الأذهان، تظهر الاستطلاعات السنوية أن الأفراد أصبحوا أكثر خوفًا من التكنولوجيا بمرور الوقت، وبالفعل تراجعت نسبة السائقين الأمريكيين الذين يثقون في المركبات ذاتية القيادة من 14% في 2021 إلى 9% في 2024.
القيادة الذاتية بين التأييد والانتقاد
| ||
الشخصية
|
|
التوضيح
|
الملياردير “إيلون ماسك” عند كشفه عن نموذج مبدئي من “سايبر كاب”
|
|
صرح بأن السيارات ذاتية القيادة ستصبح أكثر أمانًا بعشر مرات من قيادة البشر وتنقذ أرواحًا كثيرة.
|
“ميليسا سيفكين” المخاضرة بقسم الهندسة العامة بجامعة سانتا كلارا والتي عملت مع “وايمو” و”نيسان” على التفاعل بين البشر والمركبات ذاتية القيادة
|
|
ترى أن التوقعات من تلك السيارات مرتفعة، ولكن عندما يتعرض فرد لحادث يمكننا القول إنه بشر لقد بذل قصارى جهده، لكن لن نكون متسامحين مع الشركات.
|
“شاي شاليف – شوارتز” كبير مسؤولي التقنية لدى “موبيل آي” الوحدة التابعة لـ”إنتل” التي تطور برمجيات وأجهزة القيادة الذاتية
|
|
أوضح أن التوزان بين السلامة والسرعة هو العامل الوحيد الذي يؤثرحقًا على 99% من التساؤلات الأخلاقية المتعلقة بمركبات القيادة الذاتية
|
مخاطر
تستخدم تلك المركبات مزايا الذكاء الاصطناعي لتجنب الاصطدام بالمشاة، لكن لا يزال من الصعب التمييز بين البشر والدمى التي تعرض عليها الأزياء في متاجر التجزئة أو حتى الإعلانات التي تعرض صور أشخاص في الشوارع، كما أنه نتيجة لاعتماد الملايين على القيادة بشكل أساسي في معيشتهم، فإن أي تحول واسع النطاق نحو المركبات ذاتية القيادة قد يحدث اضطرابًا كبيرًا.
الخلاصة
القيادة الذاتية تمثل تطور تقني هام لا يمكن إغفاله وقد يشكل مستقبل القيادة، ويحل محل البشر بدعم من إمكانات الذكاء الاصطناعي، لكن لا يزال الأمر يتطلب الكثير من الاختبارات وتقنيات حتى يتمكن من إنقاذ الأرواح دون التسبب في حوادث غريبة.
المصادر: أرقام – موقع “فوكس” – ماكينزي – سي نت – فوربس – فاينانشال تايمز – وول ستريت جورنال
(operate (d, s, id) {
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];
if (d.getElementById(id)) return;
js = d.createElement(s); js.id = id; js.async = true;
js.src = “//join.fb.internet/en-US/sdk.js#xfbml=1#xfbml=1&appId=1581064458982007&model=v2.3”;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(doc, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));