في اللحظة التي توقفت فيها العمليات العسكرية ضدِّ إيران ومنشآتِها النووية بدأ نقاشٌ لا يزالُ مستمرًّا حول الضَّرَرِ الذي أصاب تلك المنشآت ومصيرِ اليورانيوم الإيراني المخصب. تقول إيرانُ إنه أُخرِجَ مع أجهزةِ طرد مركزي متطورة من المنشآت النووية قبل استهدافها، إلى مكانٍ آمن. أما الرئيس الأميركي فيقدِّمُ رواية مختلفة.. يقول إن طهران لم تخرج أي يورانيوم من منشأة فوردو. ويُضافُ إلى ذلك إبقاءُ مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مصيرَ اليورانيوم الإيراني معلَّقاً بين ما يمكن أن يكون دُمِّرَ وما يمكنُ أن يكون أُخْرِجَ من فوردو. بالمحصلة لا يُحْسَمُ الجدل، خاصةً وأن وكالات مخابراتٍ أميركية قدَّمتْ تقارير تفيد بأن الضربات الأميركيةَ على المنشآتِ الإيرانية لم تكن ناجحة. طبعًا لا يتوقَّعنَّ أحدٌ أن تكشِفَ طهرانُ معلوماتٍ تحسِمُ هذا الجدل، وفي هذا السياق ترفضُ السماحَ لرفائيل غروسي بزيارة منشآتها ومعاينتها. فهو متهمٌ إيرانياً بالتواطئ مع إسرائيل ضدَّها، وهو بالمناسبة يؤكِّدُ أن العمل العسكري لن ينهيَ البرنامجَ النووي الإيراني.. هذا الجدَلَ يضافُ إلى المعركة الكلامية المستمرة، حيث يطالب وزير الخارجية الإيراني الرئيس الأميركي بالامتناعِ عن النبرة غيرِ المحترمة ضدَّ المرشد الأعلى إن كان يريد اتفاقاً مع طهران.. فأي فصلٍ تدخُلُهُ هذه المواجهة الآن؟