وأعلنت وزارة الداخلية الصربية يوم السبت أن مسيرة الاحتجاج في بلغراد المطالبة بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة قد شارك فيها 36 ألف شخص.
وبحلول الساعة 21:30 بالتوقيت المحلي، تحولت الحشود من ساحة “سلافيا” إلى شارعي “كرالي ميلان” حيث تتواجد قوات الدرك، و”كنيز ميلوش” حيث تتمركز الشرطة، واللذين يقعان بجوار الحديقة والمقر الرئاسي. ورغم مناشدات المنظمين، انهالت على القوات الأمنية مقذوفات ومفرقعات، بينما رفع المتظاهرون شعارات عدائية ومهينة ضد السلطات.
وبعد ساعات، من تجنب قوات الشرطة التي كانت مجهزة بكامل عدتها الرد على المخالفات، شرعت في تفريق المتظاهرين بالقوة.
وفي الساعة 21:00، انتهت المهلة النهائية التي حددها المحتجون في 25 يونيو للسلطات لتحديد موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة وإزالة المعسكر المؤيد للرئيس أمام مبنى البرلمان.
فيما ينظم أنصار تجمع “الطلبة 2.0” المؤيد للرئيس، والمخيمون منذ مطلع مارس أمام البرلمان، أمسية أدبية مساء السبت بمناسبة عيد “فيدوفدان” وذكرى معركة كوسوفو ضد العثمانيين في 28 يونيو 1389، حيث يفصلهم عن متظاهري ساحة “سلافيا” بضعة أحياء.
وأعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش يوم السبت توقعه لأعمال عنف من قبل المتظاهرين قرابة الساعة 21:00 في بلغراد خلال احتجاجهم للمطالبة بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
وحث وزير الداخلية إيفيتسا داتشيتش يوم الجمعة المحتجين على عدم الاعتداء على رجال الشرطة والمؤسسات الحكومية، لأن “كل من يرتكب جريمة سيلقى عقابه”. كما أصدرت الشرطة الصربية برئاسة دراغان فاسيليڤيتش والنيابة العامة الصربية تحذيرات مماثلة.
وأعلنت المؤسسة الحكومية “سربيافوز” يوم الجمعة تعليق حركة القطارات في عموم البلاد بعد تهديدات إرهابية مجهولة المصدر استهدفت جميع خطوط ووجهات القطارات.
وفي سياق متصل، قررت محكمة بلغراد العليا يوم الجمعة حبس خمسة من بين ستة مشتبه بهم في التخطيط لانقلاب في صربيا، بينما وضعت السادس قيد الإقامة الجبرية. وعثر لدى اثنين منهم أثناء القبض عليهما ليل 26 يونيو على قوس ونشاب ومسدس. بالإضافة إلى التخطيط لعنف تغيير السلطة، يتهم اثنان من المعتقلين بحيازة أسلحة غير قانونية. وبحسب وسائل الإعلام، من بين المعتقلين نائب رئيس حزب المعارضة “وجه صربيا الجديد”.
وفي 19 يونيو، حذرت رئيسة البرلمان الصربي آنا برنابيتش من نية المحتجين شن إضرابات واحتجاجات بهدف تعطيل البنية التحتية والمؤسسات الحكومية، متوقعة خسائر بقيمة 800 مليون يورو خلال فعاليات 28 يونيو والأيام التالية.
ويحمل تاريخ 28 يونيو رمزية عميقة للصرب، حيث شهد عام 1389 معركة كوسوفو التي قتل فيها الأمير الصربي لازار خريبليانوفيتش وقتل السلطان العثماني مراد الأول، وهي حدث محوري في تشكيل الهوية والوعي القومي الصربي.
كما شهد نفس التاريخ عام 1914 إقدام الطالب الصربي غافريلو برينسيب على اغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند في سراييفو، ما أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى.
وفي القرن الحادي والعشرين، سلمت بلغراد في 28 يونيو 2001 الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش لمحكمة لاهاي، حيث توفي في 11 مارس 2006 عن 65 عاما إثر نوبة قلبية حادة قبل انتهاء محاكمته.
المصدر: RT