شمال كردفان
ووفق مصادر عسكرية سودانية، بدأ الجيش تحركًا منظّمًا نحو مدينة بارا، الواقعة جنوب مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، عبر محوري «الطريق القومي» و«الصحراء». وتعد «بارا» أكبر نقاط التجمع لقوات الدعم السريع في شمال كردفان، وقد تدفقت إليها تعزيزات من جنوب أم درمان عقب انسحاب قوات الدعم من الخرطوم، حسب المصادر ذاتها.
استعداد عسكري
وبالتوازي مع ذلك، أكمل الجيش استعداداته لشن عملية عسكرية لتحرير مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، عقب سيطرته على منطقة أم لبانة في محيط مدينة الخوي. كما تتقدم قواته نحو أبوزبد، بعد استعادة عدد من القرى في محيط الدبيبات.
وفي جبهة الجنوب، تسعى القوات الحكومية لفك الحصار المفروض منذ عامين على مدينة الدلنج، عبر التحام «متحرك الصياد» مع قوات اللواء 54 المتمركزة داخل المدينة، وسط معارك توصف بأنها الأعنف منذ بداية التوسع العسكري الأخير.
رسائل الجيش
وفي أول تعليق رسمي، أكد اللواء عبدالعزيز إبراهيم، قائد الفرقة العاشرة مشاة بمدينة أبو جبيهة في جنوب كردفان، أن القوات المسلحة «مصممة على استكمال تحرير جميع المناطق التي سقطت مؤقتًا بيد المتمردين»، مشيرًا إلى جاهزية القوات البرية والاحتياط لخوض معارك طويلة المدى إذا تطلب الأمر.
الأكثر تعقيدا
ويشكّل إقليم كردفان إحدى الجبهات الأكثر تعقيدًا في الصراع السوداني المستمر منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. فالإقليم الواقع في وسط وغرب السودان يتمتع بموقع إستراتيجي يربط العاصمة الخرطوم بالأقاليم الغربية والجنوبية، ما جعله ميدانًا حاسمًا للسيطرة على طرق الإمداد الحيوية ونقاط الاتصال العسكرية.
والصراع في كردفان اتخذ طابعًا مزدوجًا؛ فهو ليس فقط مواجهة بين قوتين نظاميتين، بل ساحة لاختبارات النفوذ السياسي والقبلي، إذ تسعى قوات الدعم السريع للتموضع في مدن رئيسية مثل الأبيض وبارا والنهود، في حين يسعى الجيش السوداني لاستعادة العمق الإستراتيجي وفتح جبهات ضغط متقدمة قد تُحدث تحولًا ميدانيًا واسعًا في ميزان القوة على امتداد غرب السودان.
أبرز تفاصيل تحركات الجيش السوداني:
• بارا: الجيش يتحرك نحو المدينة التي تُعد أبرز معاقل الدعم السريع في شمال كردفان.
• النهود: استعدادات مكتملة لعملية تحرير واسعة بعد السيطرة على «أم لبانة».
• الدلنج: الجيش يسعى لفك الحصار المستمر منذ عامين بالتنسيق مع قوات داخل المدينة.
• أبوزبد: القوات تتقدم نحوها بعد استعادة قرى في محيط «الدبيبات».
• التكتيك العسكري: الاعتماد على «متحرك الصياد» والاندماج مع وحدات متمركزة.
• تصريح رسمي: اللواء عبدالعزيز إبراهيم يؤكد «التصميم على استعادة كل المناطق».
• الأهمية الإستراتيجية: كردفان تمثّل حلقة وصل بين الخرطوم وولايات دارفور وجنوب السودان.
