– في عالم ريادة الأعمال، غالبًا ما يجد القادة أنفسهم في مواجهة مواقف غامضة، تُجبرهم على اتخاذ قرارات حاسمة في خضم أزمات معقدة؛ من تقلبات تقارير الأرباح، إلى قرارات التوظيف والتسريح تحت ضغط الظروف.
– بيد أن هذه اللحظات العصيبة، ورغم قسوتها، هي التي تصقل جوهر القيادة وتصنع الفارق الحقيقي بين مديري الأزمات وقادة المستقبل.
– ومن بين القامات الشامخة يبرز فريدريك دوجلاس، الرجل الذي وُلد في أغلال العبودية، لكنه انتفض ليحطم قيوده، ويصبح أحد ألمع دعاة الحرية وحقوق الإنسان في القرن التاسع عشر.
– وفيما يلي نستعرض 3 دروس قيّمة يمكن لرواد الأعمال استخلاصها من سيرة دوجلاس الملهمة، لا سيما في فن القيادة تحت الضغوط واتخاذ القرار في وجه التحديات العاصفة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
3 دروس قيّمة لرواد الأعمال من مسيرة فريدريك دوجلاس
|
||
الدرس الأول: اختر طريق تطوير الذات حتى لو كان شاقًا
|
|
– عانى فريدريك دوجلاس من نير العبودية، وفي زمنٍ حُرم فيه العبيد من نعمة القراءة والكتابة، أدرك أن مفتاح الحرية يكمن في اكتساب المعرفة.
– فتعلم الأبجدية سرًا، وعلم نفسه من قراءة الكتب المستعملة، ليكتب لاحقًا ثلاث سير ذاتية خالدة أصبحت من كلاسيكيات الأدب الأمريكي.
– صدق دوجلاس حين قال إن المعرفة هي الطريق من العبودية إلى الحرية.
– ينطبق هذا المبدأ تمامًا على عالم الأعمال؛ ففي اللحظات التي يشعر فيها القائد بالجمود أو التيه، غالبًا ما يكون السبيل إلى الأمام هو التعلم المستمر والتطوير الدائم.
– سواء كان ذلك بالاستعانة بمدرب تنفيذي، أو صقل مهارات القيادة والمبيعات، أو إطلاق مبادرات نوعية – مثل برامج التنوع والإنصاف – فإن الاستثمار في الذات يؤتي ثماره على المدى البعيد.
|
الدرس الثاني: قل وافعل الصواب… حتى لو لم يصغِ إليك أحد
|
|
– لم يكتفِ دوجلاس بالنجاة من براثن العبودية، بل ارتقى ليصبح صوتًا مدويًا مناهضًا لها.
– وطاف البلاد الأوروبية داعيًا إلى إلغاء الرق، وأسس صحيفة “النجم الشمالي” لتكون منبرًا حرًا للدعوة إلى المساواة والحرية.
– في عالم الأعمال، قد نشعر ببعض الإغراء لتقليد الآخرين؛ فنتبع خطى المنافسين، ونحاول تطوير منتجاتهم، ونسعى إلى اللحاق بهم.
– لكنّ القادة الحقيقيين هم من يبتكرون، ويشقون طرقًا جديدة، ويتخذون مواقف أخلاقية ثابتة حتى لو لم تلقَ رواجًا.
– في أوقات الشك، يجب أن يكون القائد مستعدًا لأن يصدح بكلمة “لا” في وجه التيار، وأن يتمسك برؤيته لما هو صواب، تمامًا كما فعل دوجلاس.
|
الدرس الثالث: لا تخف من بناء التحالفات في مواجهة التحديات
|
|
– في عام 1848، كان دوجلاس الرجل الأسود الوحيد الذي حضر مؤتمر سينيكا فولز، أول مؤتمر لحقوق المرأة في الولايات المتحدة.
– دعم المناضل الثوري بشجاعة حق النساء في التصويت، معتبرًا أن الكفاح من أجل حقوق المرأة يكمل نضال التحرر من العبودية.
– كذلك في عالم ريادة الأعمال، تُعدّ التحالفات الذكية من أقوى أدوات البقاء والنجاح، خاصة في الأوقات العصيبة.
– فلا يمكن لأي شركة أو قائد أن ينجو بمفرده؛ فالتعاون مع من يشاركونك القيم والرؤية يمكن أن يكون مفتاحًا لتجاوز الأزمات وتحقيق النمو الجماعي.
|
خاتمة: عندما يكون التاريخ مرشدًا للمستقبل
– لم يكن فريدريك دوجلاس مجرد ناجٍ من قيود العبودية، بل كان قائدًا ملهمًا أضاء دروب أجيال بأسرها. لم تكمن عظمته في صموده وحسب، بل في رؤيته الثاقبة، وشجاعته الفذة، واستعداده للمخاطرة في سبيل مبادئه.
– لو كان بيننا اليوم، لكان بلا شك مستشارًا لا غنى عنه لقادة الأعمال، يرشدهم في خضم الفوضى والضغوط.
– تظل قصته بمثابة تذكير دائم بأن القادة الحقيقيين يولدون في أحلك الظروف، وأن الشجاعة، والثبات على المبادئ، ومد جسور التواصل مع الآخرين، هي مفاتيح التحولات الكبرى، ليس فقط في عالم الأعمال، بل في نسيج المجتمعات بأسرها.
المصدر: إنتربرينير
(perform (d, s, id) {
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];
if (d.getElementById(id)) return;
js = d.createElement(s); js.id = id; js.async = true;
js.src = “//join.fb.web/en-US/sdk.js#xfbml=1#xfbml=1&appId=1581064458982007&model=v2.3”;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(doc, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));