وجاءت البداية بمناقشة البرلمان المصري طلبات نواب للتحقيق في واقعة مصرع 19 فتاة من إحدى قرى محافظة المنوفية شمالي العاصمة القاهرة، نتيجة الحادث فيما ردت الحكومة بتكليف المسؤولين لإنهاء أعمال الإصلاحات وصيانة الطريق الدائري الإقليمي وإجراء تحاليل تعاطي المواد المخدرة لكل سائقي النقل.
مجدي الجلاد يهاجم الحكومة: تعاني من نقص حاد في الوعي السياسي
وقال الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير “مجموعة أونا الإعلامية” إن تعامل الحكومة مع الحادث المأساوي يثير قلقًا كبيرًا.
وأوضح الجلاد أنه أشار في الحلقة الماضية إلى معاناة الحكومة من نقص حاد في الوعي والإدراك السياسي، مشيرًا إلى أن أي وزير، سواء كان فنيًا أو تكنوقراطيًا، يجب أن يمتلك وعيًا سياسيًا للتعامل مع الرأي العام بكفاءة.
وأكد أن هناك قناعة داخلية لدى السلطة التنفيذية- قد أكون مخطئا-، مفادها أنها لا تعمل في خدمة المواطن ولا تُظهر ولاءً حقيقيًا له، رغم أن المواطن هو من يدفع رواتبها.
وأشار الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، إلى أن وفاة الفتيات في سبيل لقمة عيشهن مقابل 120 أو 130 جنيهًا يوميًا تثير تساؤلات عن غياب التعبير عن الحزن أو إصدار بيان تعزية من مجلس الوزراء، معتبرًا أن التحرك السريع لتقديم تعويضات ومواساة لم يحدث.
وأوضح رئيس تحرير “مجموعة أونا الإعلامية” أن “أول لحظة لازم تنزل بيان تعازي وتبدأ تتحرك وتشوف التعويضات والكلام ده”.
وشدد على أن “التحرك الحقيقي على الأرض ما اتعملش والمواساة اللي ما بتكلفش 3 جنيه ما اتعملتش”، متابعًا: “أنت كسلطة تنفيذية أو حكومة مش مقتنع إنك شغال عند المواطن؟”.
وأضاف أن مسؤولية السلطة التنفيذية واضحة بنسبة 100% عن التجاوزات مثل القيادة عكس الاتجاه أو تعاطي السائق للمخدرات، خاصة مع غياب فحوصات المخدرات وترخيص المركبات.
عماد الدين حسين: قيمة التعويضات كانت ضعيفة
وأكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، أن قيمة التعويضات في ضحايا حادث الطريق الإقليمي في البداية كانت ضعيفة، مشيرا إلى أنه بعد ذلك تم زيادة قيمة التعويضات.
وقال عماد الدين حسين، خلال لقاء له لبرنامج “الحكاية”، أن الفريق كامل الوزير وزير النقل أكد أن السائق المتسبب في الحادث كان متعاطي المخدرات، ولكن كان لا بد من وجود حملات للتأكد من تعاطي سائقي النقل المخدرات للحد من الحوادث.
وتابع الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، أن الحكومة أنفقت المليارات على شبكة الطرق على مستوى الجمهورية وأصبحت على قدر عال من الكفاءة، ولكن كان ينقص تلك الطرق القيام بالصيانة، بعد الأحمال الكبيرة الموجودة على هذا الطريق.
نشأت الديهي يصرح: المشهد يفتقر للحس السياسي والإنساني
من جانبه، وجه الإعلامي نشأت الديهي انتقادات حادة للطريقة التي ظهر بها محافظ المنوفية أثناء تقديمه واجب العزاء في ضحايا الحادث واصفاً المشهد بأنه يفتقر إلى الحس السياسي والإنساني.
وقال الديهي إن مشاعر الحزن لا تزال تسيطر على الشارع المصري جراء الحادث الأليم، متابعًا “حادثة المنوفية كانت صعبة جداً، وما “زعلني” أكثر أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، لم يقدم العزاء للأهالي في اليوم الأول، وهو عتاب محب، فمثل هذه المصائب تتطلب وجود الدولة بكامل ثقلها من اللحظة الأولى.”
وانتقد ما وصفه بـ”الفصل الطبقي في تقديم العزاء”، قائلاً: “لا يصح أن يتم تقديم عزاء رسمي للأكابر، بينما يُترك البسطاء دون احتواء، لا يجب أن يكون هناك عزاء مخصوص لطبقة معينة، نحن أمام فاجعة إنسانية، لا مناسبة اجتماعية.”
كما أبدى اعتراضه على ما وصفه بـ”الاستعراض”، قائلاً: “أن يدخل مسؤول للعزاء بسيارة فارهة مثل بورش وسط أهالي فقدوا بناتهم، فهذا سوء تقدير سياسي، ويدل على غياب كامل للحس الشعبي، كان من الأجدر أن يشعر المسؤولون بمعاناة الناس، أن يلمسوا تراب القرية، أن يعيشوا اللحظة معهم لا أن يتعاملوا معها كمشهد بروتوكولي.”
وقال موجهًا حديثه لوزير التنمية المحلية التي ظهرت بعد الحادث بملابس ملونة: “يا معالي الوزيرة، يعني ما أعتقدش إن في الجو ده نلبس أخضر”.
وأضاف: “هل أكون متجاوز لو قلت هذا الكلام؟ أنا مش قصدي والله أنا بحترم وزيرة التنمية المحلية جداً، لكن يا جماعة لكل مقام مقال”.
وتابع: “إحنا عندنا في الفلاحين لا تُرتدى ملابس الفرح في الجنائز ولا تُرتدى ملابس الجنائز في الفرح”، مؤكدًا وجود “دريس كود” أو أصول للبس.
النائب عبد المنعم إمام من البرلمان: الطريق الإقليمي أصبح طريق الآخرة.. ويجب على الحكومة الرحيل
وقال النائب في البرلمان المصري عبد المنعم إمام في بيان عاجل عن حادث المنوفية إن الطريق الإقليمي تكلف 20 مليار جنيه أصبح طريق الآخرة ونعاني منه جميعا.
وتابع: “وزير النقل الحالي كان رئيس الهيئة التب نفذت الطريق، وأين تذهب أموال البوابات التي تتواجد على الطريق.
وأطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على أسباب الحادث وانهيار الطرق الجديدة، متابعا: “ما يحدث إنذار للحكومة؛ يجب أن يتوقف أو أن ترحل كلها”.
وانتقد النائب عبد المنعم إمام، قيام الحكومة بتفجير العديد من الأزمات مثل حادث المنوفية، وتعديل القيمة المضافة، وآخرها مشروع قانون التعليم الذي أحالته الحكومة إلى مجلس النواب أمس الأحد.
لميس الحديد تدخل في مشادة وجدال مع مسؤول
وتسببت فاجعة المنوفية في مشادة على الهواء بين الإعلامية لميس الحديدي والمتحدث باسم محافظة المنوفية، بسبب وصف “طريق الموت” و”الأخطاء الفردية”.

وقال المتحدث في مداخلة هاتفية مع برنامج “كلمة أخيرة” الذي تقدمه الحديدي على قناة “ON” مساء السبت، إن “مصطلح طريق الموت لم يستخدم من قبل ولكنه انتشر بسبب التريند”، وفق قوله، وذلك على الرغم من تكرار الحوادث على ذلك الطريق.
وتدخلت الإعلامية لترد بقولها: “حياة الناس مش تريند، والكلمة رددها نواب البرلمان من هذه المنطقة، وكذلك مواطنون قالوا لنا إنهم يرددون الشهادة قبل المرور من هذا الطريق”.
الإعلامي أحمد موسى يدافع عن الحكومة
قال الإعلامي أحمد موسى، إن الدولة نفذت تطويرًا شاملًا لشبكة القطارات عقب عدة حوادث، أبرزها حادث الصعيد عام 2002.
خلال تقديم برنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة صدى البلد، أضاف موسى أن الدولة استثمرت مليارات لضبط منظومة السكك الحديدية، مع تدشين مشاريع القطارات السريعة، وقطارات ربط البضائع، إلى جانب تطوير الموانئ البحرية وشبكات المترو.
وأوضح مقدم “على مسئوليتي”، أن هناك أجندات تعمل ضد مصر، لكن بفضل الله لن تنجح، مشيرًا إلى أن الحوادث تكشف جوانب تحتاج إلى إصلاح، مع ضمان سير القانون في مجراه.
وأكد أن القانون لن يتجاهل حقوق الفتيات اللواتي كنّ شهيدات في سبيل لقمة العيش، معتبرًا أن الإعلام المعادي يستغل الحوادث لشن حملات تشويه وتشكيك.
وأشار إلى أن الهجمات تستهدف رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والفريق كامل الوزير، موضحًا أن ذلك يندرج تحت فكرة “لو حد ناجح في شغله ميكملش.. حتى لو كان الدكتور مصطفى مدبولي أو الفريق كامل الوزير أو باقي أعضاء الحكومة”.
وأضاف أن الإعلام المعادي يتجاهل الأزمات العالمية ليسلط الضوء على مصر فقط.
نجيب ساويرس: إلقاء اللوم على وزير النقل هو أمر غريب
أكد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أن إلقاء اللوم على وزير النقل المصري كامل الوزير في الحادث على الطريق الإقليمي في المنوفية والذي أسفر عن وفاة 18 فتاة والسائق هو “أمر غريب”.
وكتب ساويرس على منصة “إكس”: “عندما يقود سائق تريلا (شاحنة) بلا رخصة ويتعاطى المخدرات ويتسبب في المأساة التي حدثت.. أليس هو المسؤول عن هذه الكارثة ويجب أن يُحاكم؟”.

وتابع: “إن إلقاء اللوم على وزير النقل هو أمر غريب ولابد من تشديد الرقابة على سائقي النقل ورخصهم في المقام الأول!”.
وسبب الحادث مأساة عمت مصر بأكملها بعد وفاة الفتيات في عمر الزهور وهن من قرية واحدة، وأعمارهن أقل من 21 عاما، وخرجت جنازتهن في موكب مهيب هز المشاعر وحاز موجة تعاطف واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الحكومة بمتابعة صيانة وإصلاح الطرق بكل دقة، وخاصة الطريق الدائري الإقليمي وسرعة الانتهاء منها، والتأكد من وجود الإرشادات في مناطق الإصلاح وتعديل مسار الطريق بصورة واضحة، والعمل على إزالة العوائق التي ينجم عنها الحوادث على هذه الطرق بشكل فوري، بالإضافة إلى مراقبة السرعة عليها.
المصدر: RT