رغم تصاعد المخاوف بشأن تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على السلع المستوردة، لم يظهر تأثير مباشر على أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، ما أثار تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التأخر.
الرسوم الجمركية
– لا تزال الرسوم الجمركية الأمريكية مرتفعة رغم تأجيل “ترامب” التعريفات التبادلية حتى يوليو، والإبقاء على التعريفة الأساسية البالغة 10% على كافة الدول، مع تهديدات مستمرة بفرض المزيد على قطاعات مختلفة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
التضخم في أمريكا
– رغم ذلك، كشفت بيانات صدرت الأسبوع الجاري، أن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي في الولايات المتحدة ارتفع بقدر طفيف إلى 2.4% في مايو، من 2.3% في أبريل، وأقل من 2.5% متوقعة.
تخزين السلع
– عزا المحللون عدم ظهور التأثير المباشر للرسوم الجمركية على الأسعار لأسباب عديدة، منها تسارع العديد من الشركات الأمريكية إلى استيراد وتخزين كميات كبيرة من السلع قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ، مؤجلةً بذلك تمرير أي زيادات سعرية إلى المستهلكين.
سلاسل التوريد
– كما أن سلاسل التوريد الطويلة تلعب دورًا مهمًا، إذ تحتاج السلع المستوردة إلى عدة أسابيع لعبور المحيطات والوصول إلى المستودعات ثم إلى المتاجر، ما يؤدي إلى فجوة زمنية بين فرض الرسوم وظهور أثرها على الرفوف.
ضعف الطلب
– قللت حالة الحذر لدى المستهلكين الأمريكيين من قدرة الشركات على رفع الأسعار بشكل فوري، ما دفع الكثير منها لتحمّل جزء من التكاليف الإضافية دون تمريرها مباشرة إلى العملاء.
زيادات انتقائية
– أظهرت بيانات التضخم لشهر مايو، ارتفاع أسعار الأجهزة المنزلية بنسبة 4.3%، نظرًا لفرض “ترامب” رسومًا جمركية مرتفعة على واردات الألمنيوم والصلب في وقت مبكر هذا العام.
غموض السياسة التجارية
– أضافت التغيّرات المستمرة في السياسات الجمركية، مثل الإعفاءات المؤقتة والتعديلات في نسب الرسوم، حالة من عدم اليقين جعلت من الصعب على الشركات وضع خطط تسعيرية واضحة، ما أدى إلى تباطؤ تمرير تأثير الرسوم إلى المستهلكين.
ماذا عن المستقبل؟
– يرى “ديفيد كيلي”، كبير الاستراتيجيين العالميين لدى “جيه بي مورجان”، أنه في حال استمرار الرسوم الجمركية الحالية، ستبدأ ضغوط الأسعار بالتراكم في أواخر هذا الصيف، وستبلغ ذروتها في الربع الأخير، ما سيدفع التضخم إلى معدل سنوي يبلغ حوالي 4%.
المستهلك هو المتضرر
– أشار “إريك تيل”، كبير مسؤولي الاستثمار لدى “كوميريكا ويلث مانجمنت”، إلى أنه في النهاية سيتم تمرير الجزء الأكبر من الرسوم الجمركية إلى المستهلك، لكن الشركات تتوخى الحذر حاليًا في رفع الأسعار، نظرًا لحساسية السوق والظروف الاقتصادية الراهنة.
عوامل عديدة
– باختصار، جاء تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار محدودًا بفعل المخزونات وتأخر انتقال التكاليف للمستهلكين، إلى جانب ضعف الطلب وعدم اليقين، لكن مع تلاشي هذه العوامل، يُتوقع أن تبدأ الضغوط التضخمية في الظهور تدريجيًا خلال الفترة المقبلة.
المصادر: رويترز- وول ستريت جورنال- سي إن بي سي- مورنينج ستار- نيويورك بوست.
(perform (d, s, id) {
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];
if (d.getElementById(id)) return;
js = d.createElement(s); js.id = id; js.async = true;
js.src = “//join.fb.web/en-US/sdk.js#xfbml=1#xfbml=1&appId=1581064458982007&model=v2.3”;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(doc, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));